مصطفى ابو المعالي:
هل يمكن القول بان تعيين الفنانة المقتدرة لطيفة احرار عضوة بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي هو تكريم ثقافي وانساني لسيدة اشتغلت في صمت ؟ سؤال يحيل على فكرة نبيلة وموضوعية كان يمكن تحقيقها كل هذه السنوات ، تكريم كان فكرة لها طعم البداية وهي تتجسد اليوم على أبواب تاريخ الفنون ببلادنا …
لطيفة احرار او السيدة الحرة كما يفضل المقربون منها ، من زملائها وطلبتها ان ينادونها . جمعت ما بين مواهب متعددة ترسخت في اجندة شملت التمثيل والإخراج والتاطير والتدريس والإدارة فكان من العادي ان تقتحم بوابة الحياة الجامعية بحثا عن قيم فنية جديدة حداثية ؛ تعيد البحث في ابداعات الطلبة والطالبات بعد ان تحول الحرم الجامعي من فضاء للابداع يرسخ لثقافة الحياة الى فضاءات لنشر ثقافة القتل والموت والاغتيالات التي ذهبت بأرواح العديد من الأبرياء…..
تعيين لطيفة احرار كان طبيعيا ان يحرك خفافيش الظلام ، وان يحول الطابور الخامس وسائل التواصل الاجتماعي إلى حصان طروادة ليندسوا في تلاببيها موجهين سهام الحقد والكراهية الى لبؤة الاطلس الشامخ وبنت أحد الوطنيين ممن وهبوا روحهم فداء للوطن . وهو الذي علمها ابجديات الجرأة والتحدي، لانه لاصدفة في محبة الوطن . وكيف ان الكل اليوم في انتظار مسايرة ايقاعات البلاد وفي كل مجالات التنمية بما فيها الثقافي والفني ، ردا على تربصات أعداء الوطن بثرات امة اصبح رمزا عالميا.
لؤلؤة الاطلس لطيفة احرار بعبق امازيغتها وابتسامتها الجميلة ؛ مرت الى امتحان جديد بنكهة اكاديمية بحثا عن الممكن لربط الحاضر بالماضي . وبنظرة جديدة ستصنع صورا لرمزية عميقة في اللاوعي الجمعي لمغاربة لا يؤمنون بالمستحيل. وعبر وظيفة تمت الدعوة اليها في زمن البيجدي وان تعيينها سليم ردا على شبهات من يطعن في سريرتها بالتطبيع بعد ان تناسوا انهم من وقع عليه ذات يوم . فهي ليست سياسية بالضرورة كما يعتقد الحاقدون من كتائب الإعدام ، لان بعدها الرمزي والثقافي سيدرك قيمته وزير التعليم العالي والمغاربة وكل الوطن بعد ان أصبحت لطيفة احرار ايقونة جديدة وقيمة اضافية في السياسة العمومية الوطنية !