علي فرحاتي :
خلال اصطحاب أحد جيراني إلى طبيب جراحة العظام في بني ملال يوم 4 سبتمبر 2024 على الساعة 9:30 صباحا، وبعد دفع سومة الفحص، وبقيت أنتظر في قاعة الانتظار خروج المريض لأطمئن على دراعه وصحته.
وبعد فترة اتصلت بي مساعدة الطبيب لتخبرني أن الطبيب وجاري المريض يرغبان في رؤيتي. وهو ما استجبته له فور وتبعت المساعدة وأنا جد مسرور بلقاء الطبيب في مكتبه. وأنا أدخل مكتبه حييته بأدب وقلت له بالفرنسية ، التي تشكل جزءا من ثقافتي بحكم أنني درّستها لأكثر من 40 سنة: ” Bonjour docteur “. رد علي الطبيب بنبرة حادة وفظة قُل: السلام عليكم كما على غرار ما كان يقوله النبي!
أعدت تحيته بشكل لبق وبطيبوبة دون استياء ولا غلظة، على الرغم من أن اللهجة التي خاطبني بها كانت مزعجة للغاية.
– أضاف الطبيب بغضب ونبرة عنيفة ” هل أنت مسلم” ؟
– رددت عليه ” نعم أنا مسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله “.
رغم انني حافظت على هدوئي واتزاني، فقد استرسل الطبيب في كلامه العنيف.وقال لي :
– “هل أنت مغربي؟ “.
– ” نعم، أنا مغربي” رددت عليه ببرودة .
ورد علي بعنف :
– ” ت إذن ،تحدث معي بالدارجة”
واصل الصراخ والنظر إلي بعيون منتفخة.
رددت عليه:
– أنا لم افعل شئيا مشينا إزاءك ، أنا فقط سلمت عليك يا دكتور بالفرنسية.
ثارت ثائرته وصرخ في وجهي :
-” اخرج من هنا، أنت مريض، اخرج من هنا وإلا، اخرج من هنا وإلا…!”
- Sors d’ici, tu es malade, sors d’ici ou bien, sors d’ici ou bien !
لست أدري ماذا يعنيه ب ” أخرج وإلا”. ربما أراد الطبيب أن يضربني لتنشيط عضلاته التي لا تزال نائمة. على أية حال، فإن الطريقة التي لوح بها بكلتا ذراعيه كانت ستخيف الجبان بشدة.
وتفاديا لما لا يحمد عقباه توجهت نحو الباب منصرفا، وقلت له:
” أنا أيضا أتكلم الأمازيغية، وهي لغة وطنية ورسمية على حد علمي”. وأنهيت كلامي ب:
” إذا كنت لا تريد أن يقول لك الناس “مرحبًا يا دكتور! ، اكتبها بأحرف كبيرة عند المدخل”.
بعد أن تعرضت للعنف الرمزي والإذلال بهذه الطريقة المهينة من قبل هذا الطبيب وأنا في سن 74 سنة، أمام شاهد وشاهدة- دون ذكر المرضى في غرفة الانتظار – أتساءل عما إذا كان طبيب الصدمات هذا، الذي صدمني، قد قرأ وفهم قسم أبقراط، الطبيب وفيلسوف العصر اليوناني القديم الذي لا يعرف أحد في بني ملال مبادئه، أو أهملها طوعا.
علي فرتاحي ( 74 سنة ) – أستاذ التعليم العالي متقاعد-بني ملال