رسالة الى الوالي فريد شوراق : نحن في انتظارك……..

د -محمد دخاي : 

السيد الوالي المحترم ، او استاذي كما كنت اناديك وانت جالس في مكتبك المتواضع بعمالة إقليم الرحامنة ، يومها اخبرتني وبلكنة اهل الشرق الجميلة ،  انها من اعز الألقاب اليك ……. جلسات كنت ما اتحول معها الى طالب يمتح من اشراقات رجل استثنائي ، بعد ان رسخت لعلاقة إنسانية واخوية جميلة امتدت الى اليوم .

السيد الوالي المحترم ، لا اخفيك ان تلك العلاقة جعلتني اتنفس معها الكون والحياة والانسان ، وسؤالي اليوم ما الذي يجعل العلاقات الإنسانية الجميلة حية دائما ؟  وهل يمكن ان ننسى انسانا بكل سهولة في مجرى الحياة الصاخبة وضجيجها ؟  خصوصا وان الخبر الذي تلقاه الناس بعمق انساني يحمل جوانب جوهرية ، سافر بالعديد منهم الى احزانهم وهم يتصفحون صور رجل لا يمل الناس في تصفحها في اسوأ حالات الرتابة والملل .

كثيرا ما تحدثنا عن مرض الحساسية الإنسانية المرهفة الذي يصاب به المثقفون،  وكأنهم خلقوا لبعث أواصر بناء المعنى للذوات . فالسيد فريد شوراق يحمل فرادة الرجل قبل كل شيء ربما قد لا يدرك قيمتها بعض المقربين بالمدينة الحمراء ، وكيف ان البعض منهم اليوم يعيشون كوابيس العتمة الروحية وفي شحوب من فرح مصادر واضطراب من السعادة البسيطة ، وكيف كان فيها السيد الوالي ذلك الاب وببساطته الذي يخرج الى العلن ، وبدون برتوكولات ليلتقط حكايات يومية من حكايات الناس وهو يعيد صياغتها بفنية عالية منصتا لأحلام ليس لها حدود …

حتى وان غادرت السيد الوالي ، لا تنس اننا نعيش على امل ان تعود يوما ، وهاهي هذه البيوت والدروب والعناوين والسماء والأرض وسبعة رجال والاسماء والصور القديمة والحكايات بجامع الفنا وكل ما كان من امرنا ومن عمرنا في انتظارك…

السيد الوالي ، لسنا من المرميين للصدفة كما قد يعتقد البعض ، ولسنا ممن ينكر الجميل ، لأننا ندرك أنك جزء من الذاكرة والفؤاد معا ، وان محبتنا  لرجل كان بيننا ذات يوم ، هي من تحكم علينا ان نبقى  على حواف الأشياء والحياة والوطن والبقاء والوجود،  في انتظار حقيقة غير مغبرة تعيد الامل من جديد ، وان نواياك  كانت دائما صالحة ، خصوصا في زمن الخيانات والمؤامرات هذا …

عذرا السيد الوالي، وحتى تعود في يوم من الأيام لم يعد امامنا الا عبور النفق نحو نهايته المظلمة في هذه الحياة التي تتطلب منا الاحتراز حتى من اقرب الناس. حيث البطانة السوء في كل مكان  ، وحيث الصمت ،نعم الصمت الى أن تنفجر ارواحنا العابقة بالأسى ……

Share
  • Link copied
المقال التالي